قصة واقعية يزهر الورد أحياناً و لو بعد حين
عادت لمنزلها لا تسعها الارض بما رحبت …فرحة تركض وتطوي المسافات لتصل وهي تسابق انفاسها… لتعلمهم بمجموعها وإنها اجتازت المرحلة المفصلية بنجاح .,لتطرق باب الجامعة بقوة وتحدد ملامح مستقبل طال انتظارها له تكمل لوحتها بتخصص طالما حلمت ان تكون الرائدة في ميدانه.
عادت لتواجه حقيقة انها صاحبة 17 عام قد خطبت وسيعقد قرانها وزواجها في اسبوع واحد لتستيقظ من احلام عمرها على صوت حماتها مباركة لها بيوم الصبحية يتبعها زغروتة الام والخالات ثم الهمسات للاطمئنان انها لم تعد بكر .. كما هي العادات وتتوالى الهمسات قبل ختام شهرها الأول ضمن التساؤلات التقليدية(حملتي(!
عاشت مقيدة لعادات وتساؤلات قتلت بها شعلة النشاط التي عرفت بها طوال سنوات دراستها وصولا للثانوية العامة..تستيقظ كل صباح ع نفس السؤال (متى حنشوف ابن ابننا) او على عنف زوجها من ضرب و اهانات وتعد لفظي لتستمر الحكاية…. و تسلب حتى الرد والإرادة (لتدور على كعب داير) من دكتور لدكتور لعلاج الحمل وقبل أن تطوى سنوات زواجها الثلاث المريرة يقودها القدر لطبيبة ترفض علاجها دون علاج الزوج لتكتب نهاية طوفان الالم بأن يتم الكشف فعلياً على زوجها وتكتشف هي واهله انه عاقر ..وتعلم انه كان يعلم وان ضربها والاعتداء عليها ما كان الا لإرهابها وقتل كبريائها وكسر انفها …استيقظت بقوة على حلم الماضي … لتعود لأحلامها….بعد حصولها على ورقة طلاقها… لتواجه تحد اقوى وهو المجتمع ونظرته المتوحشة للمطلقة وعدم استيعابها او التفكير بأنها انسانة ..فلهيب نظراتهم كانت تدفعها للخلف للتقهقر وهمساتهم ان خرجت او عادت (اين كانت ومن اين عادت )حاربتها بطلب العلم …فرغم كل الصعاب كافحت لاحلامها لتتجاوز معتقداتهم البالية لتحصل على شهادتين جامعيتين في اقل من 8 سنوات وتتوجهما بزواج اخر وطفل وتعيد باصرارها وتأكيدها انها كيان…. انها انسان… لها حقوق من ابسطها ان تحيا… ان تتعلم… ان تكافح…. لتعيد لنفسها رونق وردة ذبلت فأزهرت بلقاحها شجرة يانعة ثمارها ناضجة في مجتمع يأبى ان يقتنع بنجاح المرأة.