المرأة

يفتح شهر مارس أبوابه ليمنح المرأة ضوءً يعكس حقوقها وإنجازاتها العظيمة بالحياة الاقتصادية والسياسية والثقافية والاجتماعية، ويحمل الثامن من الشهر أهمية قوية لدور المرأة وتحقيق العدالة الكاملة في حقوقها وحريتها داخل المجتمعات، والنهوض بوضع المرأة عالميًا.

يُقال إن المرأة هي الجزء العصبي من المجموع الإنساني، والرجل هو الجزء العضلي منه.

على مر العصور استطاعت المرأة أن تكون بمكانة مرموقة وتثبت جدارتها بمهاراتها المختلفة بالإدارة والتعليم والتربية والمؤسسات والدور الفعال الذي يساهم في التطوير ورفع شأن الدولة والمكان التي تتواجد به.

وأفضل الدول الآن هي من تمنح المرأة دورًا تستحقه، دورًا فعالًا في الحياة تكون فيه قدوة للأجيال ولا ينحصر دورها اجتماعياً فقط أما مسؤوليتها في البيت، فالآن أصبحت المرأة تترأس دولًا وتحمل مناصب قيادية في الحكومات، بات المجتمع يعلم مهارات المرأة في قيامها بالكثير من الأدوار في آن واحد، تحملها دورها الإنجابي والتربوي والثقافي والعمل وجهدها في حماية نفسها فكريًا وجسديًا من أي عنف يقع عليها.

 ولأن مارس لتعظيم المرأة فلا بد أن يكون هناك تعظيمًا خاصًا لامرأة، وهي المرأة الفلسطينية، باعتقادي لا يمكن أن نبحث عن مفردة توصف قوة هذه المرأة وعظمتها، كيف يمكن للنساء حول العالم ممارسة دورها بالشكل الذي تمارسه المرأة الفلسطينية؟، أُم الشهيد وزوجته، أم الأسير وزوجته، أمم الجريح وزوجته، إن المرأة الفلسطينية  أُم عظيمة تبقى ثابتة تحت الظروف الكثيرة على كاحلها ورغم ذلك تُنشأ أجيالًا مليئة بالفكر والثقافة والقوة والعلم والشجاعة، تُربي وطنًا لا ينهزم أمام حصار أو احتلال أو قذائف تقتل مأواها هي وأطفالها، هذا النضال ال الذي صنعته وتصنعه الفلسطينية يجب أن يُدَرَسّ حول العالم ليعلموا  معنى الأمومة والحب المليء بالأحزان والوجع، الكثير من ثقافة هذا الشعب صنعته المرأة التي قاومت ضد الانتداب البريطاني والاحتلال الاسرائيلي والنكبة والتهجير والحواجز والفقر والخيمة والحياة البائسة والانتهاكات التي تضيق عليها من الاحتلال، ولا زالت تقاوم للحفاظ على وجود أجيالٍ تحمي وطنًا وتحمل فكرًا، لذلك يبدو أن المرأة الفلسطينية هي سيدة العالم ومن الواجب جعلها تمثالًا يُحتذى به أمام العالم.

الفلسطينية دائمة العطاء والانتماء، شموخها أتعب الاحتلال ولم يرهقها، إنها وجهًا آخر للثورة التي كانت عاملًا أساسيًا فيها وفي البناء الوطني وفي صياغة القضية الفلسطينية، لا يمكننا حصر تضحيات وعطاء هذه الشامخة، هذه المرأة التي كانت رفيقة وشهيدة وأسيرة وحاملة سلاح ومرضعة أبطال، قائدة فكر وانتصار. 

قد لا يكون منصفًا للمرأة الفلسطينية أن يكون لها يومًا واحدًا يقدر جهودها وتضحياتها، لكن يحق لها الحصول على يومٍ يقول لها العالم، أنتِ سيدة هذه الأرض وملح ترابها. 

أماني شحادة