زواج الأقارب

ما هو الزواج؟

الزواج هو أسمى من الروابط التي سنتها الأديان السماوية والذي يحتاج فيه الطرفين إلى التفكير بالأسس السليمة التي تستقيم بها هذه الشراكة حتى لا تشكل مصدر تعاسة أو ضرر لأحد أطرافها.

 

ما هو زواج الأقارب؟

أما عن زواج الأقارب هو علاقة بين الذكر والأنثى تربط بينهما روابط الدم، كما يعد هذا الزواج من أهم المظاهر المنتشرة في البلدان العربية عامة، وفلسطين خاصة في عصرنا الحاضر وأظهرت الدراسة التي أجريت حول "واقع الصحة الإنجابية للمراهقين والشباب في الأراضي الفلسطينية"، حسب دراسة صادرة عن الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني إلى أن زواج الأقارب بلغت نسبته 40.6% خلاق الفترة ما بين 2001-2004 في الضفة وقطاع غزة.

 

ما هي أسباب ودوافع زواج الأقارب؟

  • الرغبة في الاحتفاظ بالثروة داخل الأسرة.
  • تحكم العادات والتقاليد الخاطئة.
  • انفراد الآباء بالقرار، وذلك لصغر سن الأبناء وعدم نضجهم العاطفي.
  • تعزيز الأمان والروابط العائلية وسهولة التفاوض على أمور الزواج وتوابعه.

 

الآثار السلبية لزواج الأقارب على الزوجين

  • فقدان الخصوصية في العلاقة الزوجية نتيجة تدخل الأهل.
  • زواج الأقارب مرتبط بالزواج المبكر وبالتالي فإنه يحرم كلا الزوجين من التعليم.
  • ارتفاع معدل وفيات الأمهات وإنجاب أطفال معاقين نتيجة عدم اكتمال نمو جسم الفتاة الذي ينعكس على عدم اكتمال نمو الجنين.
  • انتشار حلات الطلاق، حيث أظهرت بيانات الجهاز المركزي الفلسطيني أن واحدة من بين أربع حالات طلاق تقع للفتيات في عمر 15 – 24.
  • زيادة نسبة ظهور الأمراض الوراثية بنسبة عالية في الذرية الناتجة عن العوامل الوراثية المتنحية (أي ليس لها القدرة على الظهور والتغير عن نفسها إلا إذا اجتمع العامل الوراثي مع عامل وراثي آخر حامل لنفس الصفة الوراثية من كلا الأبوين). ومن أمثلة تلك الأمراض: مرض فقر الدم الثلاسيميا، أمراض التفول، أما أمراض التمثيل الغذائي فتتمثل في تدني سكر الدم، تأخر النمو، تضخم الكبد، الطحال، التخلف العقلي، ومرض الانحلال الجلدي.

 

الثلاسيميا:

هو مرض وراثي يؤثر في الدم، فتكون مادة الهيموغلوبين في الدم غير قادرة على القيام بوظائفها، مما يسبب تكسرها في مرحلة مبكرة في الطحال قبل إتمام مدة حياتها (120) يوم مما يؤدي إلى فقر الدم الوراثي المزمن، وتبلغ نسبة انتشار صفة مرض الثلاسيميا في فلسطين ما بين 3% - 4%.

 

هل تعلم؟؟

بات مرض الثلاسيميا ينتقل بالوراثة من الآباء إلى الأبناء، فإذا كان أحد الوالدين حاملًا للمرض أو مصابًا به فمن الممكن أن ينتقل إلى بعض الأبناء، وإذا كان كلا الوالدين حاملان للمرض فإن احتمال إصابة الطفل بالثلاسيميا تصل إلى نسبة 25%.

 

الأنيميا المنجلية

هي أحد أنواع فقر الدم، وهي تصيب كريات الدم الحمراء وتكسرها، وكلمة المنجلية مأخوذة من المنجل (الذي يحصد النباتات) وذلك لأن كريات الدم الحمراء تحت المجهر تأخذ شكل مقوس كالمنجل أو الهلال، أما كلمة أنيميا فتعني فقر الدم.

 

أمراض الجلد الفقاعي الوراثي

هو مرض نادر يتميز بجلد هشّ، يؤدي إلى حدوث فقاقيع مائية متكررة ومؤلمة، تؤدي إلى حدوث جروح وقروحبعد أن تنفتح هذ الفقاقيع. وفي بعض الأشكال للمرض، يحدث ندبات على الجلد نتيجة تكرر تقرح الجلد والتئام الجرح عن طريق التليف.

 

أهمية الفحوص المخبرية قبل الزواج

يشمل الفحص قبل الزواج أمراض الدم الوراثية الأكثر انتشارًا بالوطن العربي وخاصة فلسطين، كفحص الأنيميا المنجلية (فقر الدم المنجلي) والثلاسيميا، كما يؤكد مستشاري النساء والولادة على فحوصات أخرى ضرورية قبل الزواج، منها فحص المناعة الخاصة بالحصبة، وجرثومة القطط، وتشمل التعرف على التاريخ المرضي للشاب أو الفتة مع إجراء الفحص السريري، كما يكشف هذا الفحص أيضًا ما إذا كان أحد الطرفين نصابًا بمرضٍ وراثي أم لا.

 

جمعية تنظيم وحماية الأسرة الفلسطينية تشجع الفحص الطبي للشباب والفتيات من المقبلين على الزواج بهدف التقليل من الحالات المرضية وحاصة الوراثية من أجل بناء أسر جديدة خالية من الأمراض الوراثية وغير الوراثية.

 

أيها الشاب والشابة المقبلين على الزواج...

إن الكثير من الأمراض الوراثية لا يوجد لها علاج أو يصعب علاجها وذات تكلفة عالية.

وقد يترتب على إجراءات العلاج تناول الدواء طوال الحياة أو التغذية الخاصة أو نقل الدم بصفة منتظمة أو زرع الأعضاء، فإن الفحص قبل الزواج يشكل وسيلة ملائمة لمكافحة الأمراض الوراثية ووسيلة للوقاية وبأقل تكلفة مقارنة بالفوائد الكبيرة التي تتحقق إذا ما تم حماية المجتمع من الأمراض الوراثية والتي يكلف علاجها مبالغ طائلة.

 

لقد حث الرسول الكريم عليه السلام على تغريب الزواج وعدم الزواج من الأقارب، فقال في الحديث الشريف: "غربوا النكاح"، وفي حديث آخر قال عليه الصلاة والسلام: "تخيروا لنطفكم فإن العرق دساس"، وهذا يدل على خطورة زواج الأقارب الذين يحملون صفات وراثية متنحية في إنجاب أطفال معاقين عقليًا وجسديًا.

 

 

أيها الآباء والأمهات...

حرصًا على سلامة وصحة أبناءكم وأحفادكم اصطحبوهم إلى أقرب مختبر طبي لعمل فحوصات دم شاملة ما قبل الزواج من أجل ضمان مستقبل آمن.